السلام عليكم
تقدير عمر المواد المستخرجة خلال التنقيبات الاثارية يمكن ان يتم اما بطرق مباشرة او غير مباشرة. الطرق المباشرة هي لتقدير العمر الدقيق الى حد ما و تتم ام مختبريا او ميدانيا اذا وجدت دلائل ترافقها او كتابات او علامات تعطي فكرة دقيقة عن تاريخها, اما الطرق غير المباشرة او التقريبية فهي طرق موقعية حيث يمكن للمنقبين تقدير زمن الفعاليات البشرية موقعيا بالاضافة الى تقديرهم لعمر المواد و ذلك من خلال دراستهم لقرائن احداث قد وقعت ومن خلال دراسة المميزات الفنية و المعمارية للموجودات الاثارية. ان واحدة من اهم نقاط الاختلاف في هذه الدراسات هو ان عمر اللقية الاثرية قد لايمثل عمر الطبقة التي وجدت فيها لانها قد تكون موجودة فيها منذ امد طويل او انها منقولة اليها من منطقة اخرى مثل العثور على الواح طينية و لقى سومرية في طبقات اشورية احدث منها و هذا راجع لنقلها من قبل الجيش الاشوري اثناء غزوه لهذه المناطق.
لكون الموضوع واسع جدا فساكتفى هنا باعطاء لمحة عن بعض الطرق المختبرية المستخدمة لتقدير العمر الدقيق :
1. طريقة الكاربون المشع:
تستخدم لتقدير عمر المواد العضوية حيث تحوي اجسام الكائنات الحية وبقية المواد الاثارية على كمية من الكاربون 14 المشع و الذي عند حرقه يصدر اشعاعا يمكن قياسة ومقارنته مع قيمته ضمن مواد معاصرة معلومة القيمة. هذه الطريقة تصلح لتقدير اعمار بين 2000 و 100000 سنة مضت.
2. طريقة الاشعاع الحراري :
تستخدم لتقييم عمر المواد غير العضوية كالفخار و الخزف و هي تصلح لتقييم الاعمار التي هي اقل من 10000 سنة مضت. ان المواد التي يصنع منها الفخار تحوي على كميات ضئيلة من عناصر مشعة مثل اليورانيوم و الثوريوم تطلق جسيمات (الفا) بمعدل ثابت و هذه الجسيمات تقوم بتأيين جزيئات بقية المعادن المكونة للفخار فتصبح لديها طاقة مخزونة و عند استخدام هذه الفخاريات في حينها و تسخينها فأنها تبدأ باطلاق طاقتها بشكل اشعة وكلما كان الفخار اقدم كانت الاشعة المتبقية قليلة.
3. طريقة البوتاسيوم-اركون:
تستخدم لتقييم عمر متحجرات الكائنات الحية و التي مضى عليها فترة ما بين نصف الى مليون سنة مضت, حيث انها تحوي على نظائر البوتاسيوم المختلفة و منها البوتاسيوم 40 الذي يتحول بمرور الزمن الى كالسيوم 40 و اركون 40 بمعدل عمر (1.5 × 1000000000) سنة و من قياس نسبة البوتاسيوم 40 المتبقي و الاركون 40 المتكون و بالمقارنة مع كمية البوتاسيوم 40 الذي كان موجودا عند تكون الارض و هو 0.2% يمكن تقدير عمر العينة.
4. طريقة دراسة تسلسل طبقات الاشجار :
تستخدم لتقييم عمر الاشجار او المواد المصنوعة من الخشب و تصلح لتقييم الاعمار التي هي اقل من 2000 سنة مضت و تستخدم ايضا للتأكد من دقة طريقة الكاربون المشع.
5. طريقة نظائر الاوكسجين :
تستخدم لتقييم الاعمار التي تزيد عن 100000 سنة مضت, حيث ان الطبقات الاثارية تضم طبقات مناخية متعاقبة حارة و باردة و يمكن من خلال تحليل نسب نظائر الاوكسجين الموجوده في هذه الطبقات رسم خارطة زمنية ثابتة للطبقات الجيولوجية, فمثلا المستوى رقم 5.5 ضمن هذه الخارطة يعود الى اخر فترة دفيئة مرت بها الارض قبل 125000 سنة مضت.
6. طريقة تحليل العظام :
تستخدم لتقييم عمر البقايا العظمية التي كانت موجودة ضمن فترة 2000 الى مليون سنة مضت, و تعتمد على قياس نسبة النتروجين او الفلورين فيها.
7. طريقة الانشطار النووي :
تستخدم لتقييم الاعمار التي لا تزيد عن مليون سنة مضت عن طريق قياس كمية عنصر اليورانيوم 238 فيها و كلما قلت الكمية كلما زاد عمر العينة.
8. طريقة مغناطيسية الرصاص :
يمتاز عنصر الرصاص عند تسخينه بتوصيله العالي للكهرباء و لكن هذه الموصلية تقل مع تآكل و صدأ المعدن نتيجة تعرضه للرطوبة و الهواء عبر الزمن و كلما قلت هذه الموصلية كلما كان عمر العينة اكبر بسبب زيادة تآكلها.
9. الطرق المغناطيسية :
و هي طرق متعددة و لكن مبدأها واحد و هو ان اقطاب الحقل المغناطيسي الارضي تتحرك بمعدل ثابت عبر الزمن و هناك جدول لها لذا عند معرفة اتجاه الحقل المغناطيسي للعينة المفحوصة وتطبيق هذا الاتجاه موقعيا على المكان الذي اقتلعت منه العينة اثناء التنقيب يمكن تحديد اتجاه الحقل المغناطيسي الارضي في وقتها ومن الجدول يمكن تحديد العمر. ان هذه اللقى الاثرية تحوي اكاسيد الحديد التي اكتسبت مغناطيسيتها من الارض عندما كانت مكشوفة و احتفظت باخر اتجاه له عندما طمرت تحت الارض خلال فترة ما قبل 10000 الى مليون سنة مضت.
10. الطرق البركانية :
و هي الاخرى متعددة لعل اشهرها قياس رطوبة حجر الاوبزيد البركاني المستخدم في المصنوعات و تصلح لتقدير اعمار ما بين 2000 الى 50000 سنة مضت. و كذلك دراسة مخلفات الرماد البركاني في الطبقات الرسوبية حيث ان لكل ثورة بركانية رمادها الخاص الذي يمكن كشفه حتى لو نقل الى مناطق بعيدة عن موطنه.
وهناك طرق اخرى لا تقل اهمية كدراسة الاحماض الامينية و النميات و من اراد المزيد فيمكنة مراجعة كتب الاختصاص و من ضمنها مصدر هذا الموضوع Science In Archaeology by H. Thomas