الصُحبة .. قرابةٌ
------------
صَادق الصَافي
أعطى العرب مكانة كبيرة للصحبة وفرضوا عليها شروطاً مقيدة وشروطاً وحددوا نوع الأصحاب, ومن الأقوال الدارجة في المأثور القديم - لاتسأل عن المرء سل عن قرينه - وأسال عن الرفيق قبل الطريق -
وفي وصف الصديق الميؤؤس منه قال الشاعر 00
وكم صاحبٍ كالرمحِ زاغت كعوبه ------ أبى بعد طولِ الغمز أن يتقوما
وفي وصف الصديق المخادع
يعطيك من طرف اللسان حلاوة -------- ويروغ عنك كما يروغ الثعلب
وكان أدق وصف عن كلام مأثور بأن - صحبة عشرين يوماً قرابةً مستفادة .. حيث أن مارآه الأئمة من أهل البيت بهذا المعنى . فالصداقة حرمة من الحرمات لايليق بأهل المروءة والشرف التقصير في حقها .
وقد صنفَ - أرسطو - الصداقة ورتبها الى ثلاثة أنواع - صداقة مبنية على المنافع - صداقة مبنية على اللذة -
صداقة مبنية على الفضيلة - وأذ جعلها بعض الآئمة قرابة فقد صح تسمية الصديق الوفي - أخا - والصداقة آخاء .
وقد قال الحكماء - رُبَ أخ لك لم تلده لك أمك - مبالغة في التراحم والألفة والوفاء , ولو أن لقمان الحكيم لم يقلها بهذا المعنى وأنما قاله لأمرأة رأى معها رجلاً مستخلياً بها . فسألها عنه فقالت أنما هو أخي . فقال رُبَ أخ لم تلده لك أمك .
قال الشاعر -
دعتني أخاها أم عمرو ولم أكن ---------------- أخاها ولم أرضع لها بلبان
وفي صديق الصداقة المبنية على الفضيلة قالوا - الصديق من صَدقك لامن صَدقَكَ -
أي من أعطاك الود خالصاً لامن صدقك في قولك صادقاً او كاذباً وفي ذلك دليل على أن الصديق الحق مندوب الى أن يدل صديقه على عيوبه لا أن يسترها عنه ويحابيه فيها وتكون من وراء هوان شأنه بين الناس .
وفي حق الصديق قال بعضهم
صديق صديقي داخل في صداقتي ---------- وخصم صديقي ليس لي بصديق
قال الرسول الكريم -ص - في الحث على الصداقة المجدية المبنية على الفضيلة -
الصاحب كالرقعة في الثوب فلينظر الأنسان بم يرقع ثوبه ؟
ولايكون الصديق خليلاً حتى يحب لخليلهِ - أخيهِ - مايحبُ لنفسهِ فلا عبرة بكثرة الخلان ولكن العبرة بأخلاصهم .
والبعض لايستحق تسميتة الخليل .؟
قال طرفة بن العبد في مرارة الأصدقاء ؟؟
كل خليل كنت خاللته ----------- لاترك الله له واضحة
كلهم أروغ من ثعلب ----------- ما أشبه الليلة بالبارحة
فلا عبره بكثرة الأصدقاء من هذا الصنف ؟؟
وأخوان أتخذتهم دروعاً ----------فكانوها ولكن للأعادي
وخلتهم سهاماً صائبات ---------- فكانوها ولكن في فؤادي
وقالوا قد صفت منا قلوب--------- لقد صدقوا ولكن من ودادي
وطوبى للصديق الذي يستحق أن يقال فيه
روحه روحي وروحي روحه ------ أن يشأ شئت وأن شئت يشأ
دخل الأصمعي على - أبي العلاء المعري فوجده جالساً على حصير ؟ فقالَ له المعري .. تعالَ أجلس ... فقال الأصمعي أُضيقَ عليك ؟ فقال المعري .... مه ... أن شبراً في شبرٍ يسع متحابين ... وأن الدنيا بأسرها لاتسع متباغضين ؟؟
صدق المعري
صادق الصافي - النرويج
sadikalsafy@yahoo.com