مجموعة طوابع الموصل التي استخدمت من 1919الى .1926

السلام عليكم.
لما كان وضع ما يسمى الان بالعراق من الوجهة العسكرية ضمن مسؤولية حكومة الهند فعندما ظهرت بوادر الحرب العالمية الاولى صار لزاما على بريطانية ان تتخذ الاجراءات الاحترازية في مدخل الخليج (الفارسي) لأسباب عديدة كانت تراها ضرورية للحفاظ على مصالحها . لذا ففي اوائل شهر تشرين الاول من عام 1914 اصدرت حكومة الهند الاوامر السرية الى لواء المشاة 16 من الفرقة 6 ( كانت تسمى فرقة بونه ) بالاقلاع من بومبي الى الخليج (الفارسي) وكانت تتالف معظمها من الهنود حيث 3 افواج هنود وفوج واحد من الانكليز وسميت هذه القوة ( حملة D ) لأنها انيطت بجنرال ( ديلامين ) .
وصلت هذه الحملة الى مياه شط العرب في 3/11/1914 فاحتلت الفاو في 6/11 واستمرت بالتقدم شمالا فاحتلت البصرة في 22/11 والعمارة في 3/6/1915 والناصرية في 25/7/1915 ان احتلال المثلث البصرة – العمارة- الناصرية والتي كانت تسمى ولاية البصرة امن للانكليز اهدافهم الأصلية الا ان اتفاقية سايكس – بيكو 1916 غيرت اهداف بريطانيا فاعطيت الاوامر الى الحملة بالتقدم نحو ولاية بغداد فكانت بجوار الكوت في 9/1/1917 وبين كر و فر صارت في 28/2 في سلمان باك وفي مساء 10/3 اضطر العثمانيون الى اخلاء مدينة بغداد فاحتلتها الحملة بقيادة الجنرال مود في صبيحة يوم الاحد 11/3/1917
وبذلك سقطت ولاية بغداد اما ولاية الموصل فانها كانت من حصة حليفتها فرنسا حسب اتفاقية سايكس – بيكو ولمصالحها الخاصة راى البريطانيين ان تضمن ولاية الموصل الى الولايتين .
اعطيت الاوامر الى الجيش بالاستمرار بالتقدم نحو الشمال بقيادة الجنرال مارشال الذي خلف الجنرال مود الذي توفى في 19/11/1917 بمرض الهيضة فصار على مسافة اقل من 20 كيلومترا من مدينة الموصل
فاعلنت هدنة موندروس ( mondros ) او مودروس ( moudros ) التي وقعت في 30/10/1918 ودخلت حيز التنفيذ في 31/10/1918 حيث بموجبها انسحب الجيش التركي من الموصل بضغط واصرار الجانب البريطاني .
صدرت الاوامر للجيش البريطاني بالدخول الى الموصل فدخلها واصدرت الحكومة البريطانية تعليماتها الى الحاكم البريطاني المدني في بغداد ( السير ارنولد ولسن ) بالوقوف ضد أي عمل او تدبير تتخذه جهة ما يخالف قرار إلحاق الولاية ببلاد مابين النهرين مهما كلف الامر لذا ولآجل ان لا تثير حفيظة الدولة العثمانية بخرقها الهدنة وحفيظة حليفتها فرنسا بمخالفتها الاتفاقية حيث ان ولاية الموصل من حصتها لذلك اتخذت إجراءات كان من جملتها منع بيع الطوابع العثمانية الموشحة بعبارة ( العراق تحت الاحتلال البريطاني ) (IRAQ IN BRITISH OCUUPATION)
في ولاية الموصل و استعاضت عنها بطوابع عثمانية موشحة بعبارة
( I.E.F.D. Postage ) وقد اصدر نائب مدير مصلحة البرق البريطاني أي. كليريكي في 1919/2/1 بيانا رسميا نص ترجمته :
( تقرر اصدار طوابع لأغراض البريد المدني في الموصل واقسامها وهي تحمل النقوش التركية موشحة(I.E.F.D Postage ) وفئاتها بالعملة الهندية كالآتي (½ آنه, 1 آنه, ½ 2 آنه ,3 آنه ,4 آنه , 8 آنه ) ستباع الطوابع الآنفة الذكر بالاسعار الموشحة ويمكن الحصول عليها في كافة دوائر البريد المدني في ولاية الموصل وتابعها وهي متوفرة في دائرة البريد المركزي في بغداد ولكن تباع بمجموعات كاملة) انتهى البيان . ان عملية التو شيح تمت في المطبعة الرسمية في بغداد . وصدرت بطبقات كل طبقة مؤلفة من 25 طابعا وكانت بعض الطوابع تحمل شعار السلطنة العثمانية الطغراء او الطرة الكبيرة كلمة(الغازي ) او الطغراء الصغيرة كلمة( رشاد ) وجميع هذه الطوابع غير بريدية وانما مالية استخدمت لأغراض العرائض والصكوك وغيرها من الاستخدامات . وتعدادها كان كما يلي:-
650000 طابع فئة ( ½ ) آنه ( وهذا الطابع اصله صدر لغرض جمع التبرعات لأنشاء سكة حديد الحجاز أي صدر لحساب الخزينة.
245000 طابع فئة (1) آنه بنوعيه الطغراء او الطرة الكبيرة كلمة (الغازي) او الصغرى كلمة (رشاد)
وهي تعود الى السلطان عبد الحميد الثاني. اصل الطابع صدر لمقبوضات الدوائر الرسمية.
130000 طابع من فئة ½ 2 آنه .
65000 طابع فئة 3 آنه .
85000 طابع فئة 4 آنه .
75000 طابع فئة 8 آنه.
و الفئات ½ 2و 3 و4 و8 اصلها مالية تلصق على العرائض (طلبات المواطنين الى الدوائر الرسمية) او الصكوك المصرفية او العقود التجارية او غيرها من الوثائق الرسمية.وهذه الفئات الستة ألصقت على (post cardهندي خاص باستخدم الجيش ) وختمت بتاريخ
22/10/1919 وبيع الى المواطنين وقد رايت مثل هذه الحالة ولكن الطوابع ملصقة على الورقة وهي موجودة بكثرة .عليه فان المجموعة تتكون من 6 فئات ألا انه أضيفه لها 3 طوابع بعد ذلك اثنين اختلاف في الطابع و واحد اختلاف في حجم التوشيح وهي .
1- طابع الطغرا ء الصغيرة لفئة 1 آنه.
2- طابع الارضية البرتقالية لفئة 3 آنات.
3- طابع الرقم الصغيرلرقم 4 لفئة 4 آنات.
لذالك فان المجموعة تتكون من 9 طوابع وليس 6 طوابع بغض النظر عن الاخطاء التي حدثت من جراء التوشيح .السؤال المهم هنا هل يجب على هاوي الطوابع العراقية جمع هذه الطوابع على اعتبار انها عراقية ام لا ؟. أنا شخصيا أميل الى الجانب الثاني وذلك:-
1- لأن هذه الطوابع لا تمت بصلة الى الطوابع العراقية او على الأقل الى العراق الحديث فهذا التوشيح لايفرق بشيء كبير عن التوشيح الذي استخدمته القوات المحتلة على الطوابع الهندية اثناء عملية الاحتلال حيث تم توشيح طوابع الهند الصادرة عام 1911 التي تحمل صورة جورج الخامس بالحروف
(I.E.F ) وهي اختصار قوة الحملة الهندية (Indian Expeditionary Force )الأستخدامها في البريد حيث ان قوات الحملة كانت تستعمل دوائر البريد الميداني
( Field Post Offices ) لأفرادها اما الاهلون فكانوا يستخدمون الطوابع التركية الى عام 1918 وتوشيح طوابع الموصل يختلف جذريا عن التوشيح
( IRAQ ) الذي تم على الطوابع الهندية او العثمانية التي استخدمت في الادارة المدنية بالأخص المحاكم فهذه الطوابع يمكن اعتبارها عراقية لا غبار عليها.
فلو اعتبرنا ان طوابع الموصل عراقية فانه من باب اولى اعتبار طوابع الموشحة (I.E.F)
عراقية ايضا .
2- ان ولاية الموصل التي كانت تضم في حينها بالاضافة الى الموصل كركوك والسليمانية واربيل لم يتم احتلالها بشكل كامل حيث بقية اجزاء من الولاية غير خاضعة للاحتلال عند اعلان هدنة موندروس وقد طالب بها الاتراك عند اعلان الميثاق الوطني عام 1919 في المادة الاولى .
وحتى الاتراك الجدد ( الكماليون) اصروا على ولاية الموصل بانها جزء من تركية وان سكان الموصل انتخبوا عنهم نوابا في المجلس الوطني الكبير كما قال رئيس وفد تركية الى مؤتمر لوزان عام 1923.
و بريطانيا لم تفكر في ولاية الموصل او بغداد في بدء الحرب الا انها بعد اتفاقية سايكس بيكو 1916 صار من الواجب عليها الاستيلاء على بغداد والموصل ودمشق الشام وحلب وحسب التعليمات التي تم تبليغها الى الدوائر العسكرية والملكية في العراق في كيفية ادارة المناطق المحتلة فان هذه التعليمات خالية من أي اشارة الى كيفية ادارة ولاية الموصل . واما الجانب العراقي فان الحكومة لم تكن لها أي سلطة فعلية في الادارة حيث ان سلطة الاحتلال كانت تسيرها حسب الاتفاقيات والمعاهدات كيف ما تشاء لمصلحتها فاذا طالبة بالموصل فباي حق قانوني؟ . فالموصل كانت تدار من الاهالي تحت اشراف قوات الاحتلال منذ انسحاب القوات العثمانية من الولاية عند اعلان الهدنة وقد قامت بريطانيا بعد دخولها بدمجها اداريا مع ولاية شهر زور وقد تم ضم الولاية الى المملكة العراقية نهاية عام 1925 بناء على قرار عصبة الامم .وبانضمام الموصل الى المملكة العراقية انتهى استعمال هذه الطوابع.
لذلك فان طوابع الموصل لا تعتبر من المجموعة العراقية فهي اقرب ما تكون الى حيلة سياسية ادارية منها الى الطوابع استخدمتها بريطانية لتيسير الأمور الإدارية.







مصادر البحث:-
1 اعداد من مجلة الجمعية.2- كتاب تاريخ العراق السياسي الحديث الطبعة 4 للمرحوم السيد عبد الرزاق الحسني .3-مواقع مختلفة على الشبكة العنكبوتية لها صلت بالموضوع.

موضوع رائع أخي العزيز محمد مع ملاحظة صغيرة حول طوابع ال IEF الموشحة على طوابع هندية حيث أستخدمت قبلها وبكمية قليلة جدا طوابع هنديةولكن بدون توشيح. هذه الطوابع أستخدمت في بغداد والبصرة حصرا وختمت فقط ب BAGDAD وBASRAH وأستعملت 11 مرة فقط وان شاء الله سوف أعرض هذين الطابعين قريبا جدا

السلام عليكم...

الموضوع و الطرح جميل على إختلافي و إياه, و فيه من الكلام الكثير, و قد أتمكن أنا و بمفردي من قراءة أوجهٍ عدّة لزوايا مختلفة للطرح, فما بالكم إن كان التفسير يأتي من أشخاصٍ آخرين.! فعلى ما ذكر أخي محمد الربيعي, الطرح عبارة عن (مجموعة نقولٍ) من إتجاهاتٍ عدة, أكاد أجزم أنها إتجاهاتٍ سياسية في أغلبها, و قد لا تخلوا و بالطبع من بعض القراءات القانونية و التأريخية الأكاديمية, و حيث أن بعض النقول جاءت عن كتابات الإنترنيت لذا فإنه لا يسلم من بعض الإجتهادات الشخصية, و أؤكد عموماً أن الطرح سياسي و على ما أعتقد, و لم يطرحه هاوٍ للطوابع, بلحاظ مجموعة القرائن التي أسندها الكاتب أو مجموعة الكُتاب لهذا الطرح.

أرى أن القارئ ((الطوابعي)) لمجموعة الطروح تلك, لا يذهب إلا إلى الأخذ بعراقية الطوابع تلك, لإمورٍ عدة قد يطول فيها الشرح, ليس أهمها أن تلك الطوابع حين صدورها قد تكون عليها علامات إستفهام إن أحببنا أرشفتها ضمن نطاقٍ جغرافي بعينه, لكن أمر الأرتباك في أحقية أرشفتها قد إنتهى تماماً, بمجرد إعلان نتيجة الإستفتاء الشعبي الذي قرر مصير تلك البقعة الجغرافية (الموصل) و إلحاقها بالخريطة العراقية, حالها في ذلك حال دولة اليمن الجنوبي مثلاً, فلا يمكننا أن نعتبر طوابعها قبل إعلان الإتحاد ضمن إصدارات دولةٍ مجاورة كعُمان مثلاً, أو حال الولايات السابقة المكونة للإتحاد الفدرالي الأسترالي, بل و حتى حال طوابع بغداد المعروفة, فلو أخذنا بنفس منهج الطرح السياسي أو شبه السياسي هذا, لجاز لنا القول بأن طوابع Baghdad in British Occupation تخضع للمنطق نفسه و أنه و بالتالي لا يمكن إعتبارها كطوابع عراقية, فقد وُجدت أصلاً كبريدٍ موقعي Feild Post كـ (رسالةٍ) سياسيةٍ من المنتصر البريطاني لإرباك حال المندحر العثماني, لذا فأنها حملت عبارة بغداد حين صدورها طبعاً حيث لم يكن لم يكن التراب العراقي بأكمله في حينه قد وقع تحت سيطرة الإنكليز, فهل يمكنني إعتبار طوابع بغداد تلك من ضمن مجموعات الدولة التركية مثلاً بحجة إصدارها على إصول طوابع عثمانية, أم من مجموعات الطوابع الإنكليزية بحجة كونها وشحت من جانب محتلٍ إنكليزي.!؟ أترك الجواب للقارئ.! كذلك الحال و طوابع الشيخ محمود الصادرة في كردستان, كذلك الحال و طوابع بوشهر Bushire, كذلك الحال في طوابع الأسكندرونة المحسوبة على الجانب التركي اليوم لا السوري.

أما فيما يمكن أن قوله في تشابه العموم بين طوابع I.E.F. و بين طوابع الموصل تلك, فأمرها واضح, و لا يحتاج إلى كثير جهدٍ للخوض فيه و على ما أرى, فقد تكفّلت الفاصلة و الحرف الإنكليزي D بالفصل و حل الأمر تماماً, إضافةً إلى نص البيان الرسمي المنشور في حينه و الذي يشرّع الطوابع الصادرة قانونياً تلك لأغراض البريد (المدني Civil) ((و قد لاحظت أن عبارة Civil أي محلي كانت قد وضعت في نص البيان بين قوسين)) بالنص بخلاف طوابع I.E.F. الصادرة عموماً لأغراض البريد العسكري, و هذا ما يتبين بمجرد ملاحظتنا إلى أن أمر توشيح I.E.F. D كانت قد صدرت على طوابع عثمانيةٍ محلية بخلاف طوابع الـ I.E.F. الهندية الحاملة لصورة الملك جورج الخامس.

على العموم, و كما أسلفت بالذكر, كاتب هذا المقال سياسي, له أهدافه في الكتابة, و لنا نحن أن نقرأها على النحو و الزاوية التي نبتغيها, كما شاء أصحاب الإرادة في توشيح بغداد تحت الإحتلال في حينه و بذكاء إيصال الرسائل على النحو الذي أرادوه...

عذراً للإطالة, شكراً للجميع...

مشكور عل المعلومات و العرض الجميل

مشكور أخي العزيز على العرض الرائع

موضوع ومداخلات رائعة وغنية شكرا للجميع لكن هل هذه الطوابع تعتبر نادرة اقصد الموشحة I.F.E. D هل تستحق ان يبحث عنها الهاوي وكم سعرها بالسوق ان وجدت.؟

عرض مهم و ممتع
شكراً جزيلاً

موضوع جميل و شكرا" ع المعلومات المفيدة

شكرًا معلومات مفيدة

شكرا على هذا الموضوع الرائع والقيم الذي يجب ان يكتب بماء الذهب .