هواية جمع الطوابع من الهوايات الأثيرة والممتعة، وهي تدخل في باب الراحة النفسية وزيادة المعلومات والثقافة الفريدة، إذ أن جمع الطوابع هي ملكة الهوايات، ويعتبر هواة جمع هواية جمع الطوابع من الهوايات الأثيرة والممتعة، وهي تدخل في باب الراحة النفسية وزيادة المعلومات والثقافة الفريدة، إذ أن جمع الطوابع هي ملكة الهوايات، ويعتبر هواة جمع الطوابع سفراء بلا رواتب على حد تعبير رائد هواة جمع الطوابع العراقيين ضياء الخطيب، وهم جنود مجهولون في الحفاظ وتوثيق الشخصيات والمعالم والمناطق السياحية والأثرية، ويعتبر العراق من مؤسسي الجامعة العربية وهو من دول الصدارة منذ سبعين عاماً.
حول هذا الموضوع تحدث لـ(المجلة العربية) أحمد الحمداني، أحد هواة جمع الطوابع العراقيين، وعضو الجمعية العراقية لهواة جمع الطوابع والمسكوكات العراقية عن بدايات اهتمامه بجمع الطوابع حيث قال: إن اهتمامي كان منذ سن مبكرة جداً، وربما لعبت الأقدار والظروف العائلية دوراً أساسياً في تحويل اهتمامي إلى عالم الطوابع، فلم أكن كباقي الأطفال يهوى لعب كرة القدم أو ألعاب الطفولة الأخرى، فأنا ترعرعت في بيت جدي لأمي وهناك كان أحد أخوالي هاوياً لجمع الطوابع ومن هناك كانت البداية وانطلاق الشرارة الأولى، وما زالت ألبومات خالي على حالها ضمن مجموعاتي التي حصلت عليها، ثم ازدادت رغبتي باقتناء الطوابع وشرائها من أماكن محددة وكنت لا أجد حرجاً حين أصرف كل مدخراتي على شراء مجموعة من طوابع تخص الفضاء أو الطائرات أو المباني واللوحات العالمية للفنانين الكبار. لم تستهوني طوابع بلادي في حينها، وقد كان السبب سياسياً أكثر منه احترافياً لأن معظم الطوابع العراقية التي كانت تصدر يومها تضم صوراً للرئيس السابق أو تمجد الحروب والأسلحة، ولم تحمل أي مواضيع تشد رغبتي وتلبي مطالبي نحو نوعية محددة من المواضيع. انقطعت لفترات متفرقة، وكانت فترات حرجة تمر على البلد ولم أستطع خلالها التواصل والتقدم ثم رجعت للهواية مرة أخرى باحترافية أكثر خلال السنوات الخمس الماضية وجمعت ما لم أستطع أن أحلم به سابقاً. وحول مدى انتشار الهواية في العراق والدول العربية يجيب الحمداني: عراقياً وعربياً لم تنتشر الهواية بل كانت بشكل محدود جداً إذا ما قارنّاها بالدول الأوروبية وأمريكا أو الصين وآسيا. العالم العربي يفتقر إلى المنهجية في طرق الجمع والتواصل مع العالم، فترى المهتمين منقسمين بين تاجر طامع وهاوٍ مسكين مغلوب على أمره، والقليل منهم فقط من يرى إليها من نظرة الهاوي المتمرس. قد ترجع الأسباب إلى صعوبة الحصول على مستلزمات الهواية من الألبومات والكتلوجات المتخصصة رغم توفرها حالياً على الإنترنت. وعن الطوابع النادرة ومصيرها يقول: لدي العديد من المجموعات المهمة والنادرة عراقياً ومغلفات وأخطاء طوابع، وهي منقسمة إلى قسمين: القسم الأكبر مازال في العراق محفوظاً في بيت العائلة، بيت والديّ -حفظهما الله- وهي المجموعات المهمة جداً والتي لا أستطيع أن أجازف بنقلها حالياً للظروف التي يمر بها العراق، والقسم الآخر هو ما تحت يدي الآن من المجموعات التي استطعت أن أجمعها خلال السنوات الماضية ومجملها حصلت عليها من خارج العراق لهواة كبار في السن من بريطانيا وألمانيا وأمريكا وأستراليا. المجموعات التي لدي محفوظة في ألبومات خاصة في البيت الذي أسكن فيه في السويد حالياً، ولدي مجموعات عراقية كاملة من أول طابع عراقي إلى أواخر الإصدارات العراقية أي أكثر من نسخة لكل طابع مع الاختلافات وبعض الأخطاء وغيرها، كذلك لدي مجموعة كبيرة من مغلفات اليوم الأول للإصدار للطوابع العراقية ولكل إصدار أكثر من مغلف، وأحياناً يصل إلى ثماني مغلفات مختلفة للإصدار الواحد تختلف في شكل المغلف أو تختلف في الختم ومكان الختم مثل: بغداد، الكاظمية، الكرادة، الكرخ، العلوية، البصرة... إلخ. كذلك لدي مجموعات من الطوابع للدول التالية: إيران، سوريا، مصر. وهي ليست كاملة كالمجموعة العراقية طبعاً. كذلك لدي إصدارات الطوابع لكل من السويد وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية ولوكسمبرغ. وعن وجود شباب أو كبار سن مهتمين بالطوابع يضيف على حد سواء نعم، لكن ليس بالقدر الذي نتفاءل به نحو مستقبل أفضل للهواية عربياً وعراقياً، لكن أشد يدي على جمعية الهواة في الإمارات فهي الوحيدة عربياً التي استطاعت أن تشكل حضوراً واعياً ومستمراً بمعارض مهمة وقوية جذبت لها العديد من الزوار والمهتمين. انحسار الهواية أما محمد ضياء الشيرواني عضو الجمعية العراقية لهواة جمع الطوابع والمسكوكات العراقية فيجيب: تعتبر هواية جمع الطوابع كأي هواية تعنى بشغف لا ينتهي إلا بتحقيق ما يصبو إليه الهاوي وهو إكمال مجاميعه وإن صعب تحقيق هذا المآل. ابتدأت الهواية منذ أكثر من 35 سنة حيث تعرفت على الهواية من الأولاد الآخرين الذين كانوا يجمعون الطوابع في وقتها، إلا أن الهواية استمرت لدي بخلاف ما حصل للكثير ممن كنت أعرف، والواقع أن الهواية تدهورت عالمياً وقل اهتمام الناس بالطوابع وجمعها لكثير من الأسباب قد تجمل بتنوع أساليب اللهو وابتداع هوايات ومجالات جديدة أخرى طغت بالتأكيد على هواية جمع الطوابع. عدا هذا فقد تأثرت هواية جمع الطوابع بتنوع وقد أقول تعقد أساليب البريد والاتصالات بصورة عامة مما قلل دور الطابع البريدي في إيصال المعلومة أو التواصل عموماً. وقد انحسرت الهواية مؤخراً بسبب الأزمة العالمية الأخيرة مما أثر سلباً على قيمة الطوابع وجعلها سلعة غير أمينة كما كان يعتقد للحفاظ على القيمة من التدهور. وعن انتشار الهواية يبين الشيرواني أن الهواية -رغم هذا- مازالت تزاول ولو بصورة محدودة. ربما يكون في العراق بضع مئات من الهواة المزاولين، حيث يجتمع العشرات يوم السبت صباحاً للقاء والتداول والبيع والشراء من كل أسبوع في أسواق الهرج والقديم وضمن جمعية الطوابع والمسكوكات العراقية التي تأسست عام 1951. وعن الطوابع النادرة يقول: لا يمكنني أن أعتبر نفسي محظوظاً بامتلاك طوابع نادرة، ولكنني احتفظ بمجموعات شبه كاملة ومحدثة من العراق، ألمانيا، فرنسا، سويسرا وبعض الدول الأوروبية الأخرى. وعن انتشار الهواية بين الشباب وكبار السن يجيب نعم هناك في جمعيتنا الكثير من الشباب أو كبار السن. إلا أن الكثير يمتهن الهواية مما لا يدع فرصة حقيقية للاستفادة من الهواية. وحول دور الجمعية في الجمع بين الأعضاء يقول: كما أسلفت فجمعيتنا فاعلة في جمع أعضائها، إلا أن الوضع الأمني والسياسي في البلاد يعطل فعاليتها. فالانتخابات في جمعيتنا معطلة منذ 2003 لتشبث وتعنت بعض أعضائها، هذا الأمر يعاني منه الكثير من منظماتنا واتحاداتنا في العراق. الهواية والتأثر بوسائل الاتصال أما يوسف كمال هوليري ممثل أربيل لجمعية هواة الطوابع العراقية فيتحدث عن بدايات اهتمامه بجمع الطوابع، مابين مرحلة الطفولة المتأخرة وبداية المراهقة، حصلت على بعض الطوابع من أحد أقاربي ورأيته فعلاً يمثل العالم بصورة وتنوع فئاته، وكانت علبة الآلات الهندسية بديلاً للألبوم ولحد عام 1986 تخصصت بالطوابع العراقية غير المستعملة وكما نسميه نحن الهواة (المنت) وبعد عام 1991 تخصصت بطوابع إقليم كردستان وإقامة المعارض إلى كتابة مقالات باللغتين الكردية والعربية والمشاركة بمهرجانات بريدية في الإقليم والعراق. ويضيف هوليري حول قضية انتشار الهواية في العراق والدول العربية في عصر انتشار التكنولوجيا والإنترنت والوسائل الأخرى بقوله: أتحدث إليك كباحث اجتماعي وأقول سم لي شيئاً في حياتنا لم يتأثر بوسائل الاتصال الإلكترونية والتي تجسدت بشكل فاعل ومؤثر في الاتصالات التي كان دورها كبيراً في متحف البريد العادي وبالتالي أصبحت الطوابع شيئاً رومانسياً أكثر منه أداة لتخليص الرسوم البريدية ويصبح خلف الدواليب الزجاجية للمتاحف. وعن تأريخ الطوابع لأحداث ثقافية أو لأدباء، يقول: أول شخصية عراقية -عدا الملوك والرؤساء- كان الشاعر العراقي معروف الرصافي، وقد صدر له طابع بريدي في العراق وتوالت الإصدارات إلى يومنا تؤرخ لكتاب وفنانين وعلماء، بل إن دولاً مثل إيران وقطر وغيرها تعمل طوابع بصورة شخصية لمن يطلبها فأنا في زيارتي لإيران عملت طابعاً لصورتي الشخصية ويسمى بالفارسية (تمبر مشخص) وأتمنى أن تصل هذه الخدمة لبريد العراق وإقليم كردستان. وعن النادر منها يبين أن أندر الطوابع العراقية هي مجموعة بغداد تحت الاحتلال البريطاني والتي لا تقدر بثمن وعرضت مجاميع منها بالمزادات العالمية والتي تحتاج لشهادة توثيق تؤكد صحتها. وحول وجود ودور جمعية هواة جمع الطوابع والمسكوكات العراقية يضيف هذه السنة نحتفل بالذكرى الستين لتأسيس جمعية هواة الطوابع والمسكوكات العراقية. نحتفل بالذكرى الستين لتأسيس جمعية هواة الطوابع والمسكوكات العراقية، إنني قد انتميت لهذه الجمعية عام 1986 بواسطة تاجر الطوابع العالمي إحسان إسماعيل حقي، وكان هواة كبار مثل يوركي كريستو وأبو إيمان وجودت خزنة دار وسايمت حداد، تعلمت الكثير منهم وساعدوني في إيجاد الطوابع النادرة وكمال مجموعتي العراقية، والآن بسبب منع المنحة المالية لكون اسم الجمعية يطلق على منظمات مهنية والظروف الأمنية التي عصفت بالبلاد قلصت من نشاط الجمعية التي اقتصرت على مزادات تقام كل يوم سبت.
الجنس : عدد المساهمات : 602 نشاط العضو : 1108 تاريخ التسجيل : 31/01/2010 الموقع : iraq-najaf
موضوع: رد: لقاء مع هواة الطوابع فى العراق لمجلة العربية السعودية العدد110 2011-05-14, 20:12
شكرا لك اخي الغالي الاستاذ يوسف كمال على هذه المعلومات القيمة والرائعة والجميلة سلمت يداك اخي الكريم . ولنا لقاء قريب ان شاء الله .
جمعية الطوابع العراقية مدير المنتدى
الجنس : عدد المساهمات : 2451 نشاط العضو : 3975 تاريخ التسجيل : 11/10/2009 الموقع : بغداد - بريد القشلة - العراق
موضوع: رد: لقاء مع هواة الطوابع فى العراق لمجلة العربية السعودية العدد110 2011-06-18, 06:05
شكرا لك اخي يوسف على نشر هذه المقالة الرائعة بخصوص هواة الطوابع والتي فيها لقاء مع اعضاء الجمعية المميزين . ممنونين من هذه المشاركة اللطيفة
علي الشكرجي عضو بلاتيني
الجنس : عدد المساهمات : 509 نشاط العضو : 761 تاريخ التسجيل : 12/11/2010 الموقع : العراق / بغداد
موضوع: رد: لقاء مع هواة الطوابع فى العراق لمجلة العربية السعودية العدد110 2011-06-18, 20:02
السلام عليكم ورحمة الله تسلم ايدك استاذ يوسف على هذا الموضوع وعلى هذا المقال الرائع
اخوك
علي الشكرچي
احمد الحمداني عضو فعال
الجنس : عدد المساهمات : 140 نشاط العضو : 180 تاريخ التسجيل : 12/10/2009
موضوع: رد: لقاء مع هواة الطوابع فى العراق لمجلة العربية السعودية العدد110 2011-07-12, 05:33
للاسف لم يكن هذا الصحفي متعاونا او متفهما للمشاعر الانسانيه بما فيه الكفايه ، حيث كانت الحوارات عبر الايميلات المتبادله وحدث ان توفى والدي رحمه الله في نفس الاسبوع ، فطلبت منه التريث بعض الوقت حتى استطيع المتابعه لاحقا ولم استلم منه ردا وتركني واكتفى بما ورد اعلاه فقط ؟؟
شكرا اخي يوسف على نقلك المقال فلم اعلم به رغم ان من المفترض ان يرسل لي الصحفي نسخه من المقال كما طلبت منه في بداية لقاءاتنا ...
علي الشكرجي عضو بلاتيني
الجنس : عدد المساهمات : 509 نشاط العضو : 761 تاريخ التسجيل : 12/11/2010 الموقع : العراق / بغداد
موضوع: رد: لقاء مع هواة الطوابع فى العراق لمجلة العربية السعودية العدد110 2011-07-12, 12:43
السلام عليكم ورحمة الله البقاء لله اخ احمد اسكن الله والدنا في فسيح جناته وبالنسبة للموضوع اعتقد ان الصحفي شاف روحة ميدبره وياك فگال خلي افلت احسن ما قصرت وكلامك جميل وواقعي تقبل تحياتي
رمزي غازي فيصل مدير المنتدى
الجنس : عدد المساهمات : 396 نشاط العضو : 665 تاريخ التسجيل : 11/10/2009 الموقع : بغداد-العراق
موضوع: رد: لقاء مع هواة الطوابع فى العراق لمجلة العربية السعودية العدد110 2011-07-14, 07:16
شكرا استاذ يوسف على نشر هذه المقالة بارك الله جهودك للفائدة العامة تحياتي
hydrani مشرف
الجنس : عدد المساهمات : 2748 نشاط العضو : 3144 تاريخ التسجيل : 14/09/2011
موضوع: رد: لقاء مع هواة الطوابع فى العراق لمجلة العربية السعودية العدد110 2011-12-17, 16:34
مقال جميل اخ يوسف مشكور
atraia VIP
الجنس : عدد المساهمات : 5965 نشاط العضو : 14750 تاريخ التسجيل : 14/09/2010 الموقع : سلطنة عمان
موضوع: رد: لقاء مع هواة الطوابع فى العراق لمجلة العربية السعودية العدد110 2012-06-02, 22:56
مشكور أخي العزيز على العرض الرائع
لقاء مع هواة الطوابع فى العراق لمجلة العربية السعودية العدد110